الأحد، 12 مايو 2013



نظرية ماسلو للحاجات الإنسانية

  

 

إهداء



إلى أكرم من رأيت ..

إلى والدي العزيزين

اللذان غمراني بالحب و الرعاية، ودعائهما الصالح


لهما وإلى زوجي الغالي

الذي يدفعني إلى النجاح دائما وأبدا


أهديكم عبق أفكاري فتمتعوا بأريجها



                                      منى



المقدمة

المحور الأول: نبذة عن نظرية ماسلو

المحور الثاني: هرم الاحتياج لدى الإنسان

المحور الثالث: تحليل نظرية ماسلو

المحور الرابع : عيوب نظرية ماسلو


التوصيات والنتائج .

الخاتمة .



                             المقدمة

احيانا تواجهنا شخصيات يصعب فهمها والتعامل معها ونحتاج الى قاموس يفك طلاسمها ،
و لا شك ان المدرب الناجح هو الذي يفهم سلوكيات البشر و يتفاهم معها .

و لقد جاءت نظريات الدوافع لكي تساعدنا في فك رموز السلوكيات الانسانية وفهمها فكل نظرية تساهم في تفسير جانب من السلوكيات ولا توجد نظرية واحدة تفسر جميع السلوكيات البشرية.

ومن اشهر هذه النظريات التي تبحث في الدافع من خلال السلوك الانساني نظرية ماسلو للحاجات الانسانية التي وضعها ابراهام ماسلو عام ١٩٤٣م ثم اضاف اليها وعدلها .

وهي عبارة عن هرم مرتب من الاسفل الى الاعلى ففي قاعدة الهرم تجد الحاجات الفسيولوجية وفوقها الحاجة الى الامن ثم الحاجة الى الحب والانتماء ثم الحاجة الى تقدير الذات ثم الحاجة الى تحقيق الذات وفي اعلى الهرم تجد الحاجة الى المعرفة والفهم .

وهذه النظرية تفسر سلوك الانسان بناء على هذه الحاجات التي تدفعه الى سلوك معين وعدم اشباع هذه الحاجات يؤدي الى توتر الانسان و ضعفه . 

ويمكننا استخدام هذه الحاجات كمحفزات للأفراد فنكافئ العامل بالشكر وتقدير و توضيح القيمة المضافة التي يحققها العامل للمؤسسة كما نربط ازدهار المؤسسة بازدهار مستقبل العامل .
هذا وبالله التوفيق .

المحور الأول:

نبذة عن نظرية ماسلو


نـظرية "ماسلـو" في تـدرج الحاجات من أفـضل النـظريات التي غـطـت الحاجات الإنـسانية، قدمها "أبراهام ماسلو -"لأول مرة في عام 1943م  بعنوان "نظرية تحفيز الانسان" أو "نظرية الدوافع الإنسانية .

ثم طورها وأعاد نشرها في عام 1954م فى كتاب بعنوان "التحفيز و الشخصيه" وأضاف إليها الحاجة إلى المعرفة والفهم والحاجة إلى الجمال .

، ويحلو للبعض أن يسميها "نظرية تدرج الحاجات"، وقام "ماسلو" بملاحظة المرضى الذين يترددون على عيادته باعتباره متخصصاً في علم النفس التحليلي

الافتراض الأساسي لهذه النظرية :

 أن الفرد إذا نشأ في بيئة لا تشبع حاجاته فإنه من المحتمل أن يكون أقل قدرة على التكيف، وعمله يكون معتلاً .

وقام "ماسلو" بتقسيم الحاجات الإنسانية إلى خمس فئات تـنتـظم في تدرج هرمي بحيث يبدأ الشخص في إشباع حاجاته الدنيا ثم التي تعلوها وهكذا، كما هو موضح بالشكل التالي :


يشعر الإنسان بالاحتياج لأشياء معينة، وهذا الاحتياج يؤثر على سلوكه،

فالحاجات غير المشبعة تسبب توتراً لدى الفرد فيسعى للبحث عن إشباع لهذه الحاجات .
   
تتدرج الحاجات في هرم يبدأ بالحاجات الأساسية اللازمة لبقاء الفرد ثم تتدرج في سلم يعكس مدى أهمية الحاجات .
   
الحاجات غير المشبعة لمدد طويلة قد تؤدى إلى إحباط وتوتر حاد قد يسبب آلاما نفسية ويؤدي ذلك إلى العديد من الحيل الدفاعية التي تمثل ردود أفعال يحاول الفرد من خلالها أن يحمي نفسه من هذا الإحباط .




المحور الثاني

هرم الاحتياج لدى الانسان


تتدرج الحاجات حسب أهميتها في شكل هرمي ويتكون هذا الهرم من:

1- الحاجات الفسيولوجية

هي تلك الحاجات المرتبطة بضرورات البقاء على قيد الحياة , وتقع هذه الحاجات في قاع مدرج أوسلو باعتبارها حاجات أساسيه وهي :

    الحاجة إلى التنفس
    الحاجة إلى الـطعام
    الحاجة إلى الماء
    الحاجة إلى ضبط التوازن
    الحاجة إلى الجنس
    الحاجة إلى الإخراج
    الحاجة إلى النوم
الحاجة إلى الملبس

والفرد الذي يعاني لفترات من عدم إشباع الحاجات الفسيولوجية، قد يرغب في المستقبل عندما يصبح قادراً أن يشبع هذه الحاجات بشكل مفرط، فمثلا قد نجد أن الفقير عندما يزداد غنى فإن معظم نفقاته قد تتجه إلى الأكل والشرب والزواج .

2- حاجات الأمان :


وفق هرم ماسلو، فإنه بعد إشباع الحاجات الفسيولوجية، تظهر الحاجة إلى الامان وحاجات الأمان يمكن التعبير عنها في صورة الرغبة في الحماية ضد الأخطار التي يتعرض لها الجسد , مثل الحريق أو الحوادث وأخطار التهديد والحرمان من الأمان الاقتصادي وان يكون للانسان خصوصيته وحرمته الجسديه والنفسيه والاسريه وهي تشمل :

    السلامة الجسدية من العنف والاعتداء
    الأمن الوظيفي
    أمن الإيرادات والموارد
    الأمن المعنوي والنفسي
    الأمن الأسري
    الأمن الصحي
    أمن الممتلكات الشخصية ضد الجريمة

3- الحاجات الاجتماعية ( الحب والانتماء ) :

بعد إشباع الحاجات الفسيولوجية والأمان، تظهر الطبقة الثالثة وهي الحاجات الاجتماعية والعاطفيه كدافع رئيسي يوجه سلوكه وهذه الحاجات الاجتماعية تتعلق برغبة الفرد في أن يشعر بالانتماء للآخرين , وبقبول الآخرين له وبالصداقة والمودة , في نفس الوقت الذي يرغب أيضا أن يعطي هو نفسه الصداقة والمودة للآخرين ,

وباختصار فالفرد يريد أن يشعر أنه مطلوب و أن الآخرين يحتاجون إليه , وقد أثبتت البحوث الطبية أن الطفل قد يموت إذا لم يحمل ويداعب ويحتضن وهو صغير وليس بالضروره ان يكون الدعم جسديا فقد يكون عقليا او معنويا


أ) المستوى الأدنى أو مستوى الحب الناشئ عن النقص وفيه يبحث الإنسان عن صحبة أو علاقة تخلصه من توتر الوحدة وتساهم في إشباع حاجاته الأساسية الأخرى مثل الراحة والأمان والجنس….. الخ

ب) المستوى الأعلى أو مستوى الكينونة

وفيه يقيم الإنسان علاقة خالصة مع آخر كشخص مستقل… كوجود آخر يحبه لذاته

فالحاجات الاجتماعية تشمل :

    العلاقات العاطفية
    العلافات الأسرية
    اكتساب الأصدقاء

والبشر عموماً يشعرون بالحاجة إلى الانتماء والقبول، سواء إلى مجموعة اجتماعية كبيرة (كالنوادي والجماعات الدينية، والمنظمات المهنية، والفرق الرياضية )،

أو الصلات الاجتماعية الصغيرة (كالأسرة والشركاء الحميمين، والمعلمين، والزملاء المقربين)، والحاجة إلى الحب (الجنسي وغير الجنسي) من الآخرين،

وفي غياب هذه العناصر الكثير من الناس يصبحون عرضة للقلق والعزلة الاجتماعية والاكتئاب .

4- حاجات تقدير الذات :

عندما يتم إشباع الحاجات الفسيولوجية وحاجات الأمان والحاجات الاجتماعية , فإن حاجة تقدير الذات تظهر وتصبح هي الحاجة الملحة التي توجه سلوك الفرد ,

وحاجات تقدير الذات لها شقان :
الشق الأول :
يتعلق بالاعتداد بالنفس , ويشمل الثقة بالنفس , واحترام النفس , والجدارة , والاستقلال والحرية وإشباع هذه الحاجات مفيد وضروري في هذا العالم ,

و الشق الثاني :
يتعلق بحاجته إلى الشعور باعتراف الآخرين به .

وتشمل هذه الحاجات : الحاجة إلى المكانة والتقدير والأهمية من جانب الآخرين له .

5- حاجات تحقيق الذات :

 إن ظهور حاجات إثبات الذات يأتي فقط بعد أن تكون بقية الحاجات الأخرى على المدرج قد أشبعت بصفة أساسية ,

وقد عرف ماسلو إثبات الذات على أنها رغبة الفرد في أن يصبح أكثر تميزا عن غيره من الأفراد , و أن يصبح قادرا على فعل أي شيء يستطيعه بنو الإنسان .

وعند هذا المستوى من مدرج الحاجات الإنسانية فإن الفرد يحاول أن يحقق كل قدراته وطاقاته المحتملة . فهو مهتم بإثبات ذاته وتنميتها بالفكر الخلاق في أوسع معانيه

ويختلف الشكل الذي تأخذه حاجات إثبات الذات من فرد لآخر ,

فحاجات إثبات الذات يمكن إشباعها من خلال أي خليط من ممارسة الرياضة , أو السياسة , أو البحث الأكاديمي , أو تكوين الأسرة , أو الدين , أو الهوايات , أو الدخول في مشروعات الأعمال .

وتشير الدراسات والبحوث إلى أن رغبة الإنسان في إثبات الجدارة ترتبط أيضا بحاجات إثبات الذات التي حددها ماسلو , فالأفراد يرغبون في إثبات الجدارة لأنها تعطي لهم نوعا من السيطرة , والتحكم في بيئتهم ,

فالأفراد البالغون الأذكياء يضعون لأنفسهم أهدافا جموحة , ولكنها عادة تكون في إطار ما يمكنهم تحقيقه وبهذا يتحقق لهم إثبات الذات .


 
  
المحور الثالث:

تحليل نظرية ماسلو


الحاجة هي كل نقص يشعر به الفرد في الشروط البيولوجية أو النفسية أو الاجتماعية أو الثقافية، ويؤثر في توازنه ويكون مانعاً لإشباع حاجاته.

 ولإعادة التوازن تنشط الحاجة أو تفرز دافعاً ما، وعندئذٍ يحرك الدافع السلوك من أجل تحقيق الغاية التي تشبع الحاجة أو تعيد التوازن نتيجة إشباع هذه الحاجة، مما يؤدي إلى إزالة التوتر أو خفضه.

تعدّ الحاجات على اختلافها مفاتيح لفهم السلوك الإنساني وتوجيهه وضبطه والتحكم به، والتنبؤ بما سيكون عليه في المستقبل.

ولأهمية الحاجات، فإن الطفل الذي تلْقى حاجاته الجسمية أو النفسية أو الاجتماعية حرماناً مفرطاً أو نقصاً شديداً في الإشباع لا ينمو ولا يسلك بطريقة سوية، وأن هناك احتمالاً عالياً أن يصبح هذا الطفل في البيت أو المدرسة أو المجتمع إنساناً مشكلاً سواء في طفولته أو في مراهقته وحتى في رشده .

وتمثل الحاجة غير المشبعة قوة كامنة داخل الإنسان تحثه على التصرف بحثاً عن إشباع هذه الحاجات ،

فالحاجات قوة دافعة لسلوك الفرد ، فاحتياج الأفراد للمأكل والمأوى ( الحاجات الأساسية ) يمثل قوة دافعة لهم للبحث عن وسيلة لإشباع هذه الحاجات ،

ولذلك كان السلوك الأول للإنسان قديماً هو الصيد والبحث عن مقام للإقامة ،

وفى العصر الحديث أصبح العمل للكثيرين منا مصدراً أساسياً للحصول على الحاجات الأولية ، لما يوفره من دخل مادى يمكن للفرد من شراء هذه الحاجات وتوفيرها .

  ولا يوفر العمل إشباعاً للحاجات الأساسية فقط ، بل نجد أنه يمثل مصدر لإشباع معظم الحاجات ، فهو يوفر حاجات الأمن ، والعلاقات مع الغير ، والمركز والمكانة ، واحترام الذات وإثباتها .


 

المحور الرابع :

نقد النظرية


تعرضت هذه النظرية لبعض الانتقادات يمكن إيجازها فيما يلي :

    تفترض النظرية ترتيباً وتدرجاً للحاجات، إلاّ أن بعض الناس قد تختلف في ترتيبهم لهذه الحاجات، فمثلاً الشخص المبدع قد يبدأ السلم من الحاجة لتحقيق الذات، وقد يهتم آخرون بالحاجات الاجتماعية .
   
قد يصر بعض الناس على مزيد من الإشباع لحاجة معينة بالرغم من إشباعها بالفعل وهذا خلافاً لما تفترضه النظرية بأنه في حال إشباع حاجة معينة يتم الانتقال إلى إشباع حاجة أعلى منها في السلسلة .
   
لم تهتم النظرية بتحديد حجم الإشباع اللازم للانتقال إلى الحاجة الأعلى منها مباشرة، بل إنها افترضت أن هناك إشباع فقط دون أن تحدد مقداره .
   
تفترض النظرية أننا ننتقل من إشباع إحدى الحاجات إلى إشباع حاجة أخرى فور إشباع الحاجة الأدنى، ولكن يمكن المجادلة بأننا في الواقع نقوم بإشباع أكثر من حاجة في نفس الوقت .



توصيات و نتائج هذا البحث

1-  أقترح أن يحتوي هرم ماسلو مستويات أخرى لبعض الحاجات الإنسانية الضرورية وأهمها الحاجة إلى الحرية تليها الحاجة إلى العبودية لمن يتصف بالكمال المطلق و هو في الأديان السماوية العبودية لله عز وجل
وارى ان يكون هذان المستويان فوق مستوى الأمان مباشرة بالاتجاه إلى أعلى .

و قد بنيت هذا الاقتراح على أن الحاجة هي كل نقص يشعر به الفرد في الشروط البيولوجية أو النفسية أو الاجتماعية أو الثقافية، ويؤثر في توازنه . و لا شك أن الحاجة إلى الحرية والحاجة الى العبودية هو نقص نفسي يشعر معه الانسان بالحاجة الى الاشباع فترى الكافر لا يهدأ له بال ولا يقر له قرار حتى يتعرف على الله سبحانه ومن هنا كانت أهمية الدعوة الى الله التي تحقق التوازن النفسي للنفس التائهة .


2- أقترح تخيير الأفراد في المحفزات التي تثيرهم باختيارها من قائمة تحتوي على حوافز متنوعة وتضاف إلى ملف العامل في المؤسسة .

3- مقدار الإشباع الذي تفترضه النظرية يحدده الفرد نفسه من غير إفراط ولا تفريط

و أعتقد حسب رأيي أن مقداره يتحدد أيضا حسب العرف السائد في المجتمع أو الاتجاه العام وهو يختلف من مجتمع لآخر .


4- تعدّ الحاجات على اختلافها مفاتيح لفهم السلوك الإنساني وتوجيهه وضبطه والتحكم به، والتنبؤ بما سيكون عليه في المستقبل.


5- نجد أن البشر تختلف مكانتهم وقدرهم الاجتماعي بحسب مستوى الإشباع الذي حققوه فمن يكتفي وهو قادر على إشباع الحاجات الفسيولوجية والامان والحب والانتماء ويتوقف عن تقدير الذات أو عند تحقيق الذات فكيف يكون له شأن بين الناس وللأسف فإن الكثيرين تعجز هممهم عن إشباع الحاجات العليا ويكتفون بالسفلى .


6- نوصي المدراء و المستشارون و المدربون والتربويون بل حتى الآباء أن يعملوا على تحفيز الأفراد من خلال إشباع هذه الحاجات بمقدار متوسط بلا إفراط ولا تفريط بحسب ما يؤثر في كل فرد و إثارة محفزاته وهذا يتطلب معرفتها أولا .


7- إن العمل لا يوفر إشباعاً للحاجات الأساسية فقط ، بل نجد أنه يمثل مصدر لإشباع معظم الحاجات ، فهو يوفر حاجات الأمن ، والعلاقات مع الغير ، والمركز والمكانة ، واحترام الذات وإثباتها .





الخاتمة


لقد اطلعنا خلال هذا المبحث على نظرية ماسلو للحاجات الانسانية ودورها في تفسير سلوكيات الأفراد و ضبطها و توجيهها و التنبؤ بها في المستقبل .

و هي من أشهر النظريات التي بحثت في السلوك الانساني من خلال الدوافع وأثبتت جدارتها على مدى خمسون عاما رغم ما بها من بعض العيوب والمآخذ .

ولكنها استطاعت تفسير كثيرا من سلوكيات البشر وهي بذلك نجحت نجاحا باهرا .
ألا ترى أن أغلب الناس في البلاد الفقيرة المعدمة ينشغلون بكيفية الحصول على رغيف الخبز في حين تجد أهل البلاد المتوسطة الثراء يبحثون عن تحقيق ذواتهم بالعمل والجد والاجتهاد .

إن الحاجات الفسيولوجية تظل مصدر قلق وتوتر حتى تشبع ثم يبدأ الانسان يبحث عن المأوى والأمان فإذا تحقق له بدأ يفكر في الحب والانتماء ما دام قادرا على إشباع حاجاته الفسيولوجية والأمان .

فإذا تحقق له كل ذلك احتاج إلى تقدير الذات والثناء و عندما يحصل عليه يتطلع إلى تحقيق ذاته ثم إلى الفهم والمعرفة .

ان ماسلو لم يتطرق إلى حاجة الانسان إلى الإيمان والتعبد لله وحده وهي حاجة فطرية في الانسان وعدم اشباعها يجعله في تيه وحيرة . وهي حاجة أرى ضرورة إضافتها إلى هرم ماسلو لأن إشباعها لايقل أهمية عن إشباع تقدير الذات أو تحقيقها خاصة عندما ننطلق من مبدأ خلود الانسان في الآخرة ولا نكتفي بالنظرة القاصرة لعمر الإنسان على الحياة الدنيا .

والحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد .  والله ولي التوفيق .




المراجع



1- أكاديمية علم النفس – نظرية ماسلو للحاجات الإنسانية




2- تسلسل ماسلو الهرمي للاحتياجات
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة



3- هرم ماسلو للاحتياجات الانسانيه


الأحد، 5 مايو 2013





لمحة عن الفراسة عند السلف


محاور البحث


المقدمة

المحور الأول: مفهوم الفراسة


المحور الثاني : حكم الفراسة في الإسلام

المحور الثالث : قواعد في تعلم الفراسة

         
المحور الرابع : دلالات أعضاء الجسم في الفراسة

المحور الخامس : عجائب الفراسة عند الإمام الشافعي
                
                 - احذر هذه العلامات في الفراسة
                 - اعرف علامات العباقرة


التوصيات والنتائج .

الخاتمة .


المقدمة

عرف عن العرب والمسلمين قديما فراستهم في التعرف على اطباع البشر ومعرفة ميولهم من خلال اشكالهم الظاهرة من اعضاء بشرية (العين- الحواجب- تقاطيع الوجه...) وهيئة خارجية تتمثل في الملبس وكيفية التعامل مع الاخرين بتلويح اليدين وطريقة تناول الطعام والمشي مثلا حتى قبل التعامل معهم الامر الذي جعل العلماء من اسلافنا يبحرون في هذا العلم حتى اشتهرت بعض القبائل بهذه الفراسة لتكون للمسلمين الريادة في هذا المجال .
وقد جاء الاسلام ليتطرق اليه في الكتاب والسنة كما جاء في كتابه العزيز ( .. سيماهم في وجوههم من اثر السجود..)حتى كان أحد أئمة السنة الأربعة أعجوبة في فراسته وهو الإمام الشافعي الذي سافر إلى اليمن يطلب علم الفراسة في خمس عشرة عاما .
بعد ذلك جاء علماء الغرب في العصر الحديث ليدرسوه ويستفيدوا منه جل الاستفادة ثم يطوروه ويبرعوا فيه.
من هنا كان لابد من التطرق الى هذا العلم لمعرفة الاخرين والاسهام في التعرف على الاشخاص عن بعد بغية تقوية التواصل الايجابي في المجتمع وفرز افراده بين الخير والشر لتجنب الوقوع في المكائد والمشكلات التي من الممكن تحاشيها بالفراسة. 
لذا جاء هذا المبحث ليسهم ولو بالشي اليسير في فهم هذا العلم والتعمق فيه لمعرفة الاخرين من خلال دلالة الاعضاء والعلامة الظاهرة وغيرها من المفاهيم الجديرة بالاهتمام .
نسأل الله أن يكون هذا العمل دافعا لدى الباحثين للتعمق فيه اكثر والاستفادة منه من قبل الدارسين وان يثيبنا جميعا على ماسطرناه خدمة لامتنا ومجتمعنا والبشرية جمعاء.

                                   
                                 منى القاسمي



المحور الأول

مفهوم الفراسة


تعريف علم الفراسة

الفِراسة لغة بكسر الفاء النّظر والتثبّت والتأمّل للشيء ، والبصر به

والتفرس : التوسم ، وتفرّس فيه الشيء ، توسَّمه ،

ويقال : تفرستُ فيه خيرا يقال في أيام العرب تفرست في وجه الرجل فعرفت من أين هو ومن أين قدم، وهكذا اعتبر من ضمن العلوم الشائعة آنذاك

والفِراسة اصطلاحاً : هي استئناس حكم غيب من غير استدلال بشاهد ، ولا اختبار بتجربة

وعُرفت الفراسة أيضاً : بأنها الاستدلال بالخلق الظاهر على الباطن .

او أنها : علم من العلوم الطبيعية تعرف به أخلاق الناس الباطنة من النظر الى أحوالهم الظاهرة كالالوان والاشكال والاعضاء

او الاستدلال على أخلاق الناس وقواهم ومواهبهم وضروب حركاتهم من النظر الى اشكال أعضائهم

وللفِراسة اطلاقان ، الاول عام ، والثاني خاص ،
 أما الاول ، فانها تعني مطلق النظر والتثبت والتوسم والاستئناس في الموجودات ، فهناك فراسة الانسان ، والحيوان ، والنبات ، والجماد ، وفِراسة الامم ، وفراسة المهن والصناعات ، وفراسة المشي ، وفراسة الخط ، وفراسة المقابلة[5] وغيرها من فروع هذا العلم الواسع سيأتي بيانه ان شاء الله تعالى

والثاني فإنها تعني النظر والتوسم والاستئناس الخاص في الانسان ولكل منهما له قسمان :

الاول : الفراسة الالهية النورية ، الشرعية

الثاني : الفراسة الحكمية الاكتسابية  

قال أبو شجاع الكرماني : من عمر ظاهره باتباع السنة وباطنه بدوام المراقبة وكف نفسه عن الشهوات وغض بصره عن المحارم واعتاد أكل الحلال لم تخظىء له فراسة وقد ذكر الله سبحانه قصة قوم لوط وما ابتلوا به ثم قال بعد ذلك: إن في ذلك لآيات للمتوسمين [ الحجر: 75 ] وهم المتفرسون الذين سلموا من النظر المحرم والفاحشة وقال تعالى عقيب أمره للمؤمنين بغض أبصارهم وحفظ فروجهم: الله نور السموات والارض  النور:35

يقول الشيخ إسماعيل نور الدين: إن للفراسة تأثيراً على القلب وتكون على حسب قوة الإيمان فمن كان قوى الإيمان كانت فراسته عالية بحيث يتعرف على الأشخاص من خلال سماتهم وأفعالهم

فمن المهم أن تستخدم الفراسة في التعرف على طبائع الناس وصفاتهم، خاصة الذين نتعامل معهم في حياتنا اليومية ففي ذلك أهمية بالغة للتعرف على من حولنا بصورة أوضح وأدق لمعرفة حدود تعاملنا معهم
ولكن الأهم ألا نتسرع في إصدار الأحكام على الآخرين دون دراسة متعقلة ومتأنية

وذلك حتى لا نقع في الخطأ عند إصدارنا لتلك الأحكام
كذلك يجب أن ندرك ونهتم بأهمية الفراسة والصفات التي تشير إليها من علامات عضوية تشير إلى أخلاق أصحابها وسلوكهم

فإن إهمال هذا العلم والذي لا يمكن إنكاره تؤدي إلى بطء الاندماج في العلاقات الإنسانية وتوقع العديد من الناس في مشاكل وعلاقات غير سوية




المحور الثاني

حكم الفراسة في الاسلام


هذا العلم متاصلا في كتاب الله تعالى وفي سنة الرسول صلى الله عليه وسلم .

قال تعالى (يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافا".)

وقال ايضا (سيماهم في وجوههم من أثر السجود)

وقال ايضاُ ("... عبس وتولى) ومعنى عبس اي عبوس الوجه وهو معروف .

وقال تعالى(وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم)

وقال تعالى (ينظرون إليك نظر المغشي عليه من الموت)

وقال تعالى(إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ عَلَى الأَرَائِكِ يَنظُرُونَ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ)

الفراسة في السنة النبوية :

اما في السنة النبوية على صاحبها افضل الصلاة واتم السلام
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ("اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله ) رواه الترمذي
ولقد حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلفائه من بعده رضي الله عنهم بالقافة وجعلها دليلا من أدلة ثبوت النسب وليس ههنا إلا مجرد الأمارات والعلامات

هل للحاكم أن يحكم بالفراسة ؟
 
فهذه مسألة كبيرة عظيمة النفع جليلة القدر إن أهملها الحاكم أو الوالي أضاع حقا كثيرا وأقام باطلا كثيرا وإن توسع فيها وجعل معوله عليها دون الأوضاع الشرعية وقع في أنواع من الظلم والفساد

وذلك مستند إلى قوله تعالى { إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ } حين ذكر قول شهادة الشاهد ولم ينكر عليه ولم يعبه بل حكاها مقررا لها فتوصل بقد القميص إلى معرفة الصادق منهما من الكاذب .




المحور الثالث

قواعد في تعلم الفراسة

ان قراءة الاف المجلدات عن موضوع الفراسة ليس كالتفرس كما ان القراءة في موضوع السباحة ليس كممارسة السباحة فعلا

ان الحل هو عدم الاسراف في الاعتماد على جزء واحد دون الاجزاء الاخرى في معرفة دلالة العضو اذ ينبغي توجيه الاهتمام نحو العضو المركزي بشكل عام وهو الوجه واختيار النقطة القوية الظاهرة على النقطة الخفية المحتشمة للوصول الى الحكم الصادق وهذا لا يكون الا بالدربة والتمرن فالشافعي مثلا طلب علم الفراسة لمدة خمس عشرة سنة وألف فيها كتاب الدراسة في علم الفراسة 

وعن النوع القابل للتعلم من الفراسة يجب ان يراعى فيه ثلاثة امور :

١- الدلالات المرتبطة بالاعضاء الجسمية ظنية الدلالة ولذا فالمتفرس مطالب بأن لا يبني فكرته على علامة واحدة .

٢- التركيز على معرفة الصور الظاهرة البارزة اكثر من غيرها فالاختلاف بين المحسوسات قد يكون جليا او خفيا لا يدرك الا بنفاذ البصيرة واذا توفرت في المتفرس قوة الحافظة و قوة الادراك والربط بين الاجزاء قوي امره و كان حكمه اصدق

٣-  قد تتعارض الدلائل في الظاهر فيجب ترجيح الدلائل الدالة على حصول الخلق المعين اذا كانت حاصلة في العضو محل ذلك الخلق فأن تحصل دلائل في الوجه و العينين على كون الانسان جبانا و تتعارض مع دلالات الشجاعه في الصدر و الكتفين فالاجرد هنا الاخذ بالدلاله الثانيه لا محل الشجاعه هو القلب كما ان محل القوة الباطنه هي الدماغ و محل القوه الشوانيه الكبد





المحور الرابع

دلالات أعضاء الجسم في الفراسة



يحتل عضو الرأس سنام العملية التفرسية لدى المتفرس لكون الرأس يحوي اكثر من عضو ( العينين والفم والانف و.. ) و الرأس فيه الوجه وهو حقيقة الانسان 


دلالة اشارات العين ان سلوك العين يختصر الطريق لفهم دلالات العين

فمن عظمت عيناه فهو كسلان لان عظمة العين دليل على كثره الماده الرطبه الدماغية مما يوجب البلاده اما جحوظ العينين دليل على ان صاحبها جاهل مهذار وهي دلاله اعتباطيه بلجاحظ قد عرف بهذه الصفه وهو من اذكى الناس
ان السواد مؤشر على وجود المادة السوداوية في العين ما يوجب الخوف وهو تفسير علمي محض . ومثله الاحمرار مؤشر للغضب .
ان سرعة حركة العينين وحدة النظر دلالات على ان صاحبها لص وبطؤهما وجمودهما من تعمق الانسان في التفكير والتامل وهو قائم على التأويل المنطقي .


عن طريق الفراسه قد نتعرف على الاشخاص في كثير من الاشياء

من وقفته

وقفة المتقدم الى الأمام الناظر لشيء ما ,وموجه إنتباهه إليه فذلك يظهر حنان ودفء الشخصية.
وقفة الإنسحاب فهو لا يثبت على حال يدل على الخجل والملل والتردد.
وقفة المنتصب وهي تشيرالى قوة التحمل وهي وقفة الفخر والزهو بالنفس والثقة.
وقفة التقلص والانكماش وتدل على الإذعان والخضوع والإستكانه وربما الإكتئاب.


من مشيته

الأشخاص السعداء يتمتعون بخطوات خفيفة,أما الاشخاص المقهورون فانهم يمشون ببطء وتكون وقفاتهم منحنية واقدامهم ثقيلة.
من يضع يديه بجيوبه فانه يدل على شخصية منسحبة وغامضة ويكون عرضة لنقد الاخرين.
الحركة البطيئة وغيرالمنتظمة والراس المنحني توقع منه ركل ما يعترض طريقه.
من يحني ذراعيه في الطقس الحار فهو في حالة دفاعية ,واكثر من يفعل ذلك هم النساء.
أما من يلف ذراعيه حول جسمه فذلك يعطي ايحاء بالثقة الجسمية.
ومن يمشي ورأسه منحنيه الى اسفل ويفكر تفكيرا عميقا ويحملق بالارض دون تركيز فهذا ليس مكتئب ,إنما ينتقل ببطء ليفكر بوضوح أكثر ولا يريد شيئا يشتت أفكاره.


من عينيه

من يغلق عينيه أثناء المناقشة ربما كان يحاول تذكر شيء ما ويستعيد المعلومات بشكل مركز.
العين التي تغيراتجاهها وتحملق بسرعة ذهابا وايابا أثناء الكلام تعطي إنطباعا هروبيا ومحاولة ايجاد مخرج أو صاحب أكثر أهمية.
العين المراوغة تحمل قتارة في الهواء وتارة في الارض,يتجنب الناس النظرالطويل الى عيون بعضهم لأن ذلك يدل على الخداع والخجل أو الحسد أو الحياء.
الأصدقاء الحميمين لا يتبادلون النظرات طويلا عندما يتحدثون عن مشاعر شخصية.


من طريقة سمعه

فرك الإذن ووضع الاصبع داخل الإذن أو ثني كل إذن للأمام, كل ذلك محاولة للتخلص من الضجيج أو من حديث ممل وغير مسل.


من سلوكه وعاداته

الشخص المتوتر جدا يصاب بالعطش الشديد ويزيد من شرب السجائر.
ومن ينفث دخانه للأعلى فذلك يدل على ثقة كبيرة بالنفس أكثر من الذي ينفثه لأسفل.
هل مللت من الإنصات الى حديث شخص ما ؟ اذن تثاءب!!!
المضطرب داخليا ينظف لبسه من غبار غير موجود أصلا , ويغسل يديه باستمرار.
الإتكاء على جدار أوعمود وقوفا أثناء التحدث مع أخر دل على حميمية ومعرفة تامة.


من جلسته وقعوده

اذا كان الشخص جالس أو يداه ملتفتان أحداهما على الأخرى وساقاه أيضا ,فانه لا يشعر بالأمان.
واذا كان جسمه يتجه بعيدا عنك باتجاه أقرب مخرج فإنه يريد الفكاك والخروج.
إذا كان من تحدثه لاول مرة جالسا على كرسي و واضعا احدى قدميه أو ساقه على ذراع الكرسي فلتعرف أنه لا مبالي ويريد التقليل من شأنك.
اجلس جلسة دفاعية و متحفظة يقل فهمك للموضوع المطروح , واجلس حرا ومسترخيا تفهم كل ما يدور.
عندما يحزن الانسان ينكب على بطنه ويغمض عينيه.


من نومه

النوم بوضعية الجنين في بطن أمه ,وهي وضعية دفاع عن النفس و وقاية الجسم وبها لا يشعر بالامان.
وضع الساق ممدودة والأخرى مثنية من ينام هكذا فإن له شخصية مزدوجة وربما يكون الشخص واثقا من نفسه وخجولا في نفس الوقت.
المنبطح وجهاً فهذا دقيق ونظامي ومقاتل شرس في سبيل الدفاع عن وجهة نظره.
الإستلقاء على الظهر مع الاسترخاء الكامل للشخص الآمن والواثق والسعيد ,وتكون لهم حركات صبيانية مما يزيد من شعبيتهم.


من إبتسامته

من يبتسم طويلا يكون تأثيره على الأخرين أمن ,فهذا نقيضه الجدي العابس تجد وجهه متجعدا,فلا هو سعيدا ولا من يقابله كذلك.
ذي الإبتسامة البسيطة التي تحصل عندما يتحول الفم بحركته الى أعلى مع بقاء الشفاه مغلقة ,فهي إبتسامة مزيفة.


من ضحكته

الضحك إستجابة قريبة من الدموع, حيث توجد صور لأشخاص لا تدري إن كانوا يضحكون أم يندبون.
(دقيقة واحدة من الضحك توفر 45 دقيقة من الاسترخاء)

من دموعه

البكاء يعطي الراحة والهدوء ويفرغ شحنة التوتر والإنفعال المكبوت.
الطفل يبكي ليحصل على غذائة أو لتبديل ملابسة,ويكبر فيبكي لجذب إنتباه والديه,وعندما يحصل على مراده يتوقف عن البكاء.


من لونه المفضل

(اللون الأزرق )للشخص الذي يحتاج الى الإحساس بالهدوء ,ولقد تبين أن هذا اللون يخفض ضغط الدم ويشجع على الإسترخاء والرفض الكلي لهذا اللون وجعله في ذيل القائمة يكشف عن نفسية مقلقة ومتعبة.
(الأبيض )للشخصية الشفافة والصافية.
 (الأحمر )لون الشباب والحيوية والإثارة, كما أنه لون للتفاؤل.
(الأصفر )مثير للنزوات ومن يحبه يتمتع بتفكير اصلي وهو منتج و ذو طاقة كبيرة ,والذهبي منه يدل على شخصية متفائلة.
(الأخضر) محب اجتماعي ونشيط وفخور بنفسه ,كما أنه يعاني من التوتر العصبي السريع ,كما أنه يتحلى بقدر كبير من الصبر.


من شعرها

ذات الشعر الطويل أكثر حنانا واثارة من ذات الشعر القصير,
والأخيرة جريئة وصبيانية ودلالة على اجراءها,و تبديلات هامة في نفسها.
الشقراء تتميز بالمرح والمزح واللطف وحب المغازلة.
ذات الشعر الاسود ذات النضج والإقدام والذكاء.
ذات الشعر الأحمر مثل الشقراء ,أما الأحمر الذهبي الخفي فحذار, إنه لذات اللسان السليط والذكاء الحاد والمزاج العصبي.


من لحيته وشاربه

الشعر الغير منظم يدل على عدم التركيز وعدم الانتظام ,ومع ذلك فمن يمتلك هذا النوع فهو أما فنان أو عالم .
الأشخاص الذين يحلقون فجأة لحاهم ,إنما يريدون تغييرا في حياتهم.
صاحب الاثنتين اللحية والشارب ,فهذا حريص على نفسه و يستطيع التخطيط للنتائج التي يرغب في صنعها


 

المحور الخامس

عجائب الفراسة عند الإمام الشافعي


جاء ثلاثة رجال يقال لهم الربيع والمزني والبويطي للإمام الشافعي فنظر إليهم رحمهم الله تعالى جميعا وقال للربيع : أنت تموت في الحديث ، وقال عن المزني : هذا لو ناظره الشيطان قطعه وجدله ، وقال للبويطي : أنت تموت في الحديد ...!!
ويقول الربيع أحد الثلاثة : فدخلت على البويطي أيام المحنة ، فرأيته مقيدا مغلولا ..

- وقد جاءه رجل مرة ليسأله عن مسألة شرعية ، فقال له الشافعي رحمه الله : أنت نسّاج ..؟؟ ، فأجابه الرجل نعم وعندي أجراء ...

- وجاءه مرة رجل يسأله مسألة فقال له الشافعي : من أهل صنعاء أنت ..؟؟ فقال : نعم .. قال الشافعي : فلعلك حداد ..؟؟ ، قال : نعم ..!!

وقد كان الإمام الشافعي حجة عظيمة في كل علم ، لا يكاد يمر عليك علم من العلوم إلاّ وتجد له باعا فيه ، ومن العلوم التي درسها وأجاد فيها كعادته علوم الفراسة قال الشافعي رحمه الله تعالى :

قال ابن أبي حاتم :" ثنا أحمد بن سلمة بن عبد الله النيسابوري قال أبو بكر محمد بن إدريس - وراق الحميدي - : سمعت الحميدي يقول: قال محمد بن إدريس الشافعي: خرجت إلى اليمن في طلب كتب الفراسة حتى كَتَبْتُها وجَمَعْتُها، ثمّ لمّا حان انصرافي مررتُ على رجلٍ في طريقي وهو مُحْتَبٍ بفناء داره، أزرق العينين، ناتئ الجبهة، سِنَاطٌ (هو الكوسج الذي لا لحية له) فقلت له: هل من منزلٍ؟ فقال: نعم - قال الشافعي - وهذا النعتُ أخْبَثُ ما يكون في الفراسة – فأنزلني، فرأيتُ أكرم رجلٍ، بعثَ إليَّ بعشاءٍ وطيبٍ، وعَلَفٍ لدابَّتِي، وفراشٍ ولحافٍ، فجعلتُ أتقلّبُ الليلَ أجمعَ ما أصنعُ بهذه الكتبِ؟ إذ رأيتُ هذا النعتَ في هذا الرجلِ، فرأيتُ أكرمَ رجلٍ فقلتُ: أرمي بهذه الكُتبِ.فلمّا أصبحتُ قلتُ للغُلام: أسرِجْ، فأسرجَ، فركبتُ ومررْتُ عليه، وقلتُ له: إذا قدِمْتَ مكة ومررتَ بذي طُوًى فسَلْ عن منزل محمد بن إدريس الشافعيّ.فقال لي الرجل: أمولى لأبيك أنا؟! قلتُ: لا.قال: فهل كانت لك عندي نعمةٌ؟! فقلتُ: لا.فقال: أين ما تكلَّفتُ لك البارِحةَ؟ قلتُ: وما هُوَ؟قال: اشتريتُ لك طعامًا بدِرهَمَينِ، وإدامًا بكذا، وعِطْرًا بثلاثةِ دراهِمَ، وعَلَفًا لدابَّتِك بدرهمين، وكراءُ الفِراشِ واللِّحافِ درهَمَانِ. قال: قلتُ: يا غلامُ أعطِهِ، فهل بَقِيَ من شيءٍ؟
قال: كِراءُ المنزلِ، فإنّي وسّعتُ عليك، وضيّقتُ على نفسي - قال الشافعي- فغَبَطتُ نفسي بتلك الكتُبِ، فقلتُ له بعد ذلك: هل بَقِيَ من شيء؟ قال امضِ، أخزاكَ اللهُ، فما رأيت قطا شرا منك



احذر هذه العلامات في الفراسة

- وكان من أقواله المأثورة رحمه الله تعالى في علم فراسة الأبدان : إحذر الأعور والأحول والأعرج والأحدب والأشقر والكوسج ، وكل من به عاهة ( خاصة من ولد بها ) في بدنه ..

- وروى أحد تلامذة الشافعي أنه إشترى له طيبا بدينار ، فسأله الشافعي : ممن إشتريت ..؟؟ ، فقال : من الرجل العطار الأشقر الأزرق .. فقال الشافعي : أشقر وأزرق ..؟؟ ، إذهب ورد العطر ، ماجاءني خير قط من أشقر ...!!

- وقد روي عن الإمام الشافعي أنه قال : ليس من قوم لا يخرجون نساءهم إلى رجال غيرهم ( يقصد بذلك زواج الأقارب ) إلاّ جاء أولادهم حمقى ..




توصيات ونتائج البحث :


1- ان علم الفراسة ينطلق من العلامة الظاهرة للوصول الى المعنى والحقيقة أي التأويل. 

2- ان الدلالة لا يمكن حصرها من خلال قراءة علامة بحد ذاتها بل لابد على المتفرس من ادراك الموطن الاصل للدلالة ليعضدها بالدلالات الاخرى التي قد تتوزع على اكثر من عضو واحد كأن تعرف شجاعة الرجل وقوته من قوة عضلاته و سعة صدره وغيرها من الاعضاء والشجاعة محلها القلب لتكون العين اضعف الدلالات على الشجاعة والقوة.

3- لقد اعتمدت تأويلات المتفرسين على ثلاثة أسس :

١- تشبيه الانسان بالحيوان باعتبار الحيوان المؤنس الوحيد للانسان العربي في الصحراء فهي تشبيهات عرفية لا اكثر.

٢- السببية القائمة على العمليات العقلية وهذا اساس علمي.
كأن يفسر وجود المادة الرطبة في عين الانسان بكونه جبانا وهذا راجع لافراز هذه المادة في جسم الانسان.

٣- الاعتباط الذي يخرج الحكم من دائرة العلمية.
وبناء على هذه الاسس يمكننا القول ان النتائج التي يصل اليها المتفرس تحتمل ان تكون صحيحة او خاطئة.

4- لا تكفي الرؤية البصرية لتحصيل المعرفة بالنفس البشرية بل لابد من إدراك التحليل لما بعد الصورة الظاهرة وهو ما يتم تحصيله بالبصيرة النافذة بل والالمام بالحالة الاجتماعية ايضا.

٥- نوصي بدراسة هذا العلم في الجامعات على ايدي المتخصصين .

٦- من الضروري تطبيق هذا العلم على ارض الواقع من قبل الباحث تجاه الاخرين لمعرفة مدى نجاحه في هذا المجال والاستفادة التي خرج بها بعد الدراسة من اجل التعرف على النفس البشرية عن قرب بعيدا عن التنظير والنظريات.

٧- خلق جو من التنافس داخل المجتمع كالاسرة مثلا لمعرفة مدى نجاح افرادها في معرفة ميول الاصدقاء والغرباء الذين يتم التعرف عليهم داخل محيط الاسرة ومن ثم معرفة من اصاب الحقيقة بمعرفته اطباع الاشخاص و من اخطأ الامر الذي ينمي من الفراسة وبعد النظر وفهم الشخصية لدى المتنافسين.



الخاتمة

ركزنا في هذا البحث على فراسة البشر 
 فوجدنا أن علم الفراسة انطلق من العلامة الظاهرة الدالة على الصفة الباطنة للوصول الى المعنى والحقيقة اي التأويل .
ان الفراسة تستند الى آليات منطقية كالاستدلال والقياس والاستنباط و هي ناتجة عن الرغبة في فهم الآخر فإما ان يصدق الحدس او يخطئ تبعا لمهارة المتفرس .

لقد كشف لنا تحليل كل عضو في الانسان عن الاهمية التي أولتها الفراسة للتواصل الانساني وفهم النفوس واعتبار اعضاء الجسد وسيماتها اي صفاتها دالة على حقيقة صاحبها ومعانيه واخلاقه لنصل في النهاية  الى خلاصة مفادها ان الدلالة لا يمكن حصرها من خلال قراءة علامة بحد ذاتها بل لابد على المتفرس من ادراك الموطن الاصل للدلالة ليعضدها بالدلالات الاخرى التي قد تتوزع على اكثر من عضو واحد كأن تعرف شجاعة الرجل وقوته من قوة عضلاته و سعة صدره وغيرها من الاعضاء لتكون العين وهي ليست الموطن الاصلي للبسالة و الشجاعة هي اضعف الدلالات على الشجاعة والقوة .

لقد كانت هذه لمحة بسيطة حول الفراسة عند السلف و كان الآئمة الشافعي وابن القيم الجوزية والرازي من أشهر من ألف في الفراسة ثم أخذه عنهم الأوروبيون وطوروه لذا وجب علينا ان نتوسع في هذا العلم القائم بحد ذاته للتعرف على النفس البشرية و طبائعها لنكمل مااسسه علماؤونا الاولون وطوره الاوربيون ونضيف عليه بالتجديد والتطوير لتعود لنا الريادة في هذا العلم الواسع.
والحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد .  والله ولي التوفيق .



المراجع

- كتب :

الفراسة دليلك إلى معرفة أخلاق الناس وطبائعهم وكأنهم كتاب مفتوح للإمام فخر الدين الرازي 544- 606 هـ - تحقيق وتعليق مصطفى عاشور – مكتبة القرآن للطبع والنشر والتوزيع – جميع الحقوق محفوظة لمكتبة القرآن
طرق معرفة اخلاق الناس / الرازي ص 48


المواقع الالكترونية التالية :

1- موقع الامام ابن القيم الجوزية - رحمه الله
http://www.ibnalqayem.com/article/2-selected-articles/151-53.html

      2- إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان- الباب الثامن
ابن قيم الجوزية
http://ar.wikisource.org/wiki/%D8%A5%D8%BA%D8%A7%D8%AB%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87%D9%81%D8%A7%D9%86/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%A8_%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%85%D9%86


3- آداب الشافعي ومناقبه (129-130) تأليف الحافظ أبي محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي تحقيق عبد الغني عبد الخالق مكتبة التراث الإسلامي]
د.عبد العزيز بن محمَّد بن عبدالله السَّدحان

http://www.a-alsadhan.com/fawaidilmiya/315-119.html


4- المرجع  ( موقع صوت )


5- بحث تخرج ماجستير الطالبة سفيحي فاطمة بعنوان " الفراسة في التراث العربي في ضوء الدرس السيميائي المعاصر "



6- مدونة احمد رياض عن أسرار الوجه



7- علم الفراسة ولغة الجسد


8- علم الفراسة باختصار


9- علم الفراسة تعريفها وتاريخها