الثلاثاء، 30 أبريل 2013


تدريبات عملية على القيادة

التدريب الأول :

١- نقسم المتدربين الى فرق كل فرقة مكونة من ٥ اشخاص
٢- لجميع الفرق مهمة واحدة هي ترتيب الطاولات حيث ان اطفالا حضروا الى القاعة وعبثوا بمحتوياتها وخلطوا بين اوراق عدة دورات كانت موضوعة على كل طاولة و بعثروا الاقلام الموحدة اللون لكل طاولة ( الاقلام هي الوحيدة التي لم يختلط بها لون اخر ليتعرفوا على اللون الذي يميز طاولتهم ) ويجب وضعها في كاس لونه يماثل لون الاقلام و لون الملفات والالوان و الكاسات فكل طاولة ادواتها المميزة بلون مختلف 

٣- الان المطلوب من الفريق المكون من ٥ اشخاص هو ترتيب الطاولة كما كانت و ترتيب اوراق كل مذكرة حسب الموضوع ( ٣مذكرات بثلاثة مواضيع مختلفة ) والتي لا يزيد عدد اوراق كل مذكرة عن ١٠ اوراق وهي مرقمة و متتابعة في الموضوع .
وترتيب الملفات والالوان والكاسات الموحدة اللون لكل طاولة وترتيب الاقلام ووضعها في كاس بنفس اللون على الطاولة ويجب على كل فريق معرفة اللون المميز لادواته بنفسه .( يكتب هذا المطلوب في ورقة ويوزع على جميع الفرق )

٤- اول فرقتان هما الفائزتان
يجب أن يلاحظ المدرب بنفسه او عبر مساعدين اذا كان العدد كبيرا صفات الفريق وهي :
1-  القيادة :
هل اختاروا قائدا ؟  وهل كان مبكر وهل القائد كان فعالا أم لا
2-  عمل خطة :
هل عملوا خطة وهل كانت خطتهم جيدة هل بذلوا فيها الجهد قبل البدء في العمل وهل عدلوها إذا رأوا أن الخطة غير جيدة ؟
3-  المشاركة :
هل الكل كان يشارك أ/ البعض كان يتفرج ؟ هل القائد حين رأى أحدهم لا يشارك جعله يشارك 
4-  الاستماع :
هل كان هناك أكثر من واحد يتكلم في نفس الوقت ؟
5-  التحفيز :
اثارة الحماس بعبارات حماسية او عبارات لطيفة وشكر وثناء
6-  توزيع الأدوار :
فلا يوجد تكرار في الأدوار واحد يكتب واحد يراجع واحد يقرأ الكل عنده دور لا يوجد واحد بلا دور
7-  المعلومات :
هل انتبهوا للمعلومات المباشرة وغير ذات العلاقة وركزوا على المعلومات غير المباشرة ؟


الأحد، 28 أبريل 2013



 أسلوب القصص النبوي
في التربية والتعليم
 

إهداء



إلى أكرم من رأيت .. إلى والدي العزيزين

اللذان غمراني بالحب والرعاية ، ودعائهما الصالح

لهما وإلى زوجي الغالي الذي يدفعني إلى النجاح دائما وأبدا

أهديكم عبق أفكاري فتمتعوا بأريجها



                                      منى


 محاور البحث



المقدمة

المحور الأول: تعريف القصة في اللغة والاصطلاح


المحور الثاني : مكونات القصة


المحور الثالث: فوائد القصص النبوي وأهميته


المحور الرابع : سمات القصص النبوي وخصائصه

-        أولا :- الواقعية
-       ثانيا : أنه هادف
-       ثالثا :- التركيز على الأحداث لا على الأشخاص

المحور الخامس : انواع القصة في السنة النبوية

- التاريخية
- التمثيلية
- الغيبية
- الطويلة
- القصيرة

المحور السادس : اساليب ايراد القصة في السنة النبوية


المحور السابع : نموذج تطبيقي للقصة في السنة النبوية


التوصيات والنتائج .

الخاتمة .


المقدمة


إن حاجة دارس التنمية البشرية إلى الأساليب التربوية الفعالة ليستخدمها في مجال التدريب والتوجيه توجهه للبحث عن القدوة في مجال التدريب وإكساب المهارات .


و لن تجد تطبيقا لهذه الأساليب خيرا من أكمل البشر بشهادة الغرب والشرق والمسلمين والمشركين إنه نبي الرحمة محمد عليه الصلاة والسلام  ولذا توجهنا إلى هذا المعين النضب نرتشف منه رشفة تبلل العروق ولا تروي العليل .


فالأساليب التربوية النبوية تختلف بإختلاف الموقف ومن هذه الأساليب : الحوار ، النصح والإرشاد ،الربط بين التوجيه والموقف ، القصة .....الخ .


ويكاد التربويون يجمعون على أهمية التنويع في كل هذه الأساليب 

وتعد القصة من أساليب التربية الفعالة التي تعمل على تشويق الناشئة والمتعلمين وإثارة دافعيتهم للتعلم وهي وسيلة للتوضيح والفهم وعامل تربوي مهم في تنمية الإتجاهات والقيم وتربية النشء وتعديل سلوكه ،


وللقصة أهمية كبرى في الدعوة إلى الإصلاح والتحلي بالأخلاق الفاضلة الحميدة .


لهذا السبب وقع اختيارنا على أسلوب القصص النبوي موضوعا لهذا المبحث .


والحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على المربي الهادي الأمين



                                               منى القاسمي
  


المحور الأول

تعريف القصة



تعريف القصة لغة :

تتبع الأثر شيئا بعد شئ ، ومنه قوله تعالى ( فارتدا على آثارهما قصصا ) أي رجعا من الطريق الذي سلكاه يقصان الأثر أي يتتبعانه ، وقوله تعالى ( وقالت لأخته قصيه ) أي تتبعي أثره

تعريف القصة في الاصطلاح :-
هي عرض لأحداث تاريخية مضى بها الزمن .
 وقصص السنة يتحقق فيه  مدلول القصة بوجه عام،سواء  قصرت نصوصه أو طالت بحسب  الغرض،  فالمهم هو أن يأتي النص النبوي مصوراً  لحدث  متكامل  له    بداية    ووسط    ونهاية.    
وأقصد بالقصص النبوي في هذا البحث :- ما حكاه رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه من أخبار الأمم الماضية وما حدث للأنبياء والمرسلين


المحور الثاني

مكونات القصة


لابد لأي قصة من دعائم وأسس تقوم عليها وهي :-

أولا :- حوادث وأمور تقع

ثانيا :- أشخاص قاموا بهذه الحوادث وهم ما يعبر عنهم بأبطال القصة

ثالثا:- زمان ومكان وقوع هذه الأحداث

رابعا :- قاص يقص ويحكى تلك الحوادث

خامسا :- الهدف من القصة والأغراض المسوقة من أجلها.


المحور الثالث

فوائد القصص وأهميته


أسلوب القصة أسلوب تربوي فعال قديم حديث ، والدليل على فعاليته أنه يشكل حيزاً كبيراً في القرآن الكريم يقدر بربعه !

و ينبغي أن لا يورد القصص لمجرد التسلية ، بل لابد أن يستهدف أغراضا وفوائد ، والقصص الخالي عن النفع والفائدة لا يعدو أن يكون مضيعة للوقت وإفساد للذوق 
وصدق الله العظيم إذ يقول ( لقد كان في قصصهم عبرة لأولى الألباب ، ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شئ وهدى ورحمة لقوم
يؤمنون ) 
 
ولذا فقد ذكر العلماء عددا من الفوائد والأهداف المرجوة من ذكر القصص ، والتي منها ما يلي :-

أولا :- القصص – وخاصة القرآني والنبوي- من أفضل الوسائل في التربية والتهذيب والدعوة إلى الفضائل والتحذير من المنكرات ،

يقول الشيخ عبد الكريم الخطيب  :- " القصة في هذا العصر – كما هي في كل عصر – أفضل وسيلة للتربية والتهذيب ، فعن طريق العرض القصصي لحوادث القصة وأشخاصها تتفتح أشواق النفس إلى متابعة هذا العرض وإلى المشاركة الوجدانية في مواقف القصة وأحداثها وأزمانها حتى لكأن القارئ أو المستمع أو المشاهد جزء منها وواحد من أشخاصها ، يأخذ الموقف الذي يرتضيه لنفسه من بين مواقفها ، ويعيش مع كل حدث من أحداثها متأثرا به ناظرا كلما وقف مثل هذا الموقف من الحياة إذ لا تنتهي القصة حتى يكون المستمع لها أو القارئ أو المشاهد قد عاش في تجربة نفسية وقطع مرحلة تطول أو تقصر حسب طول القصة أو قصرها مرحلة تترك في كيان الإنسان آثارا عقلية ووجدانية وروحية ، بعضها عميق وبعضها ضحل الغور حسب قوة الإحساس وضعفه ، وتبعا لتلقي القارئ أو السامع أو الشاهد وتجاوبه أو تباعده من القصة."

ثانيا :- قوة تأثير القصص في النفوس ، فالنفوس البشرية تستعذب القصص وتستملح الحكايات ، وكثيرا ما تصغي إليها الآذان والقلوب أكثر من إصغائها لأي أسلوب آخر . 

يقول الدكتور البهي الخولي  – أثناء حديثه عن الوسائل الدعوية ومنها القصة وفائدتها – فقال :- 

" إياك ومنهج النظريين ، فإنه يمل الناس ويصرفهم عنك ، أما الأساليب التصويرية التي تدخل على القلوب بدعوتك فنذكر منها القصة ، التي تمتاز بأنها تصور نواحي الحياة ـ فتعرض لك الأشخاص .. و أعمالهم وتصرفاتهم ونقاشهم ، فإذا رأيت هذه التصرفات والأعمال ومضيت مع الحوار والنقاش ..انشرح صدرك لأهل الخير منهم ، وضقت ذرعا بذوي النفوس المظلمة والوسائل الملتوية ، حتى لكأنك تراهم رأي العين ، وتسمع منهم سمع الأذن ، وتعاشرهم وتحيا بينهم ".

وتمتاز القصة كذلك بأن النفس تميل إليها ، فغزيرة حب الاستطلاع تعلق عين السامع وأذنه وانتباهه بنسق القصصي البارع استشرافا لمعرفة ما خفي من الأنباء 
والقصة بهاتين الميزتين من خير الوسائل التي يتوصل بها المربي لإبلاغ تعاليمه إلى أعماق القلوب ، فهي بالميزة الأولى تعرض هذه التعاليم في صورة عملية حية تحرك الوجدان وتحرك نبض المشاعر ، وهي بالميزة الثانية وهي ميزة التنبيه والتقبل تجعل النفوس أوعية مفتوحة يصب فيها المربي ما يشاء فيبلغ القرار .

و مما  يدل على هذا  الميل الفطري  نحو القصة والرغبة  في تتبع أحداثها ما  ورد  في  صحيح الحديث أنه  صلى الله  عليه  وسلم  ذكر قصة موسى مع  الخضر  ثم  قال:  "وددنا أن  موسى كان صبر  فقص الله  علينا  من  خبرهم ".

والمتتبع لأحداث قصة ما لا يقف  حيال   أشخاصها  وأحداثها  موقفاً    سلبياً،  بل هو  على    وعي  منه أو غير   وعي،  يدس  نفسه  وسط  الأحداث والمواقف فيعبر تارة  برضاه عن هذا الموقف، وسخطه  على آخر.
 
ولاشك في أن إقبال الناس على القصص وتعلقهم بأحداثها يعمق مضامينها في نفوسهم ويمكنهم من الاستيعاب    الجيد، والتأثر بالأحداث.    

ثالثا :- الوعظ والتذكير ، والترغيب والترهيب ،والفرج بعد الشدة ، وحسن العواقب المشاهدة في هذه الدار ، وحسن الثناء والمحبة في قلوب الخلق ، وما فيه من زاد للمتقين وسرور للعابدين وسلوى للمحزونين ومواعظ للمؤمنين ، فليس المقصود من قصصهم أن تكون سمرا ، وإنما الغرض الأعظم منها أن تكون تذكيرا وعبرا .

رابعا :- القصة – أحيانا – تكون وسيلة من وسائل الجدل وإلزام الخصم بطريق نفسي لا تنتبه فيه نفسه إلى النفرة والمعاندة ، بل تستيقظ في نهاية القصة على صوت الحق مدويا في قرارتها فتعود إليه أو تصير مفحمة .
 

المحور الرابع

سمات القصص النبوي وخصائصه


القصص النبوي ما هو إلا امتداد للوحي الإلهي على قلب النبي صلى الله عليه وسلم ، ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمه هو ولا قومه من قبل أن يوحى إليه قال تعالى : ( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ) ولذا فقد اتسم القصص النبوي بعدد من السمات والخصائص كان أهمها :-

 أولا :- الواقعية :

يدل دلالة قاطعة على أن ما ورد فيه من شخصيات وأحداث ، إنما هو حق وواقع لا زيادة فيه ناشئة عن تخيل أو رغبة في مزيد تأثير أو أن فيه شيئا من الأساطير التي هي أباطيل القول التي يخترعها الناس ، فيجب الإيمان به كما ورد .
فالقصص النبوي إنما يهدف إلى غرض تربوي عال هو العبرة والعظة في الأحداث والأشخاص ولذلك فإن القصة النبوية بنيت على الحق والواقع بدون خيال أو وهم ، أما القصص الأدبي فهو ينزع إلى الإثارة والتشويق ولو بالكذب والخيال .

ثانيا : من سمات القصص النبوي أنه قصص هادف:

 فالقصص في السنة النبوية لم يأت لمجرد حكايات يتسلى بها ، وإنما تساق لإيضاح مبدأ وللدعوة إلى فكرة وللنهي عن منكر وإرساء القيم الشرعية من خلال إبراز الأنبياء والصالحين كقدوة للمربين وكمثل عليا للبشر أجمعين ، فهو يستهدف تربية الروح والعقل والجسد

ثالثا :- التركيز على الأحداث لا على الأشخاص :

فالأسماء في القصص النبوي لم تكن مقصودة لذاتها إلا إذا كان في ذكر الاسم فائدة ، والجانب الأهم في الشخصيات هو الموقف الذي تتخذه والمصير الذي تئوول إليه .
 والمتتبع لقصص السنة  يرى أنها جميعاً  قد تحررت من  قيود  التحديد، زماناً ومكاناً، وانطلقت في مجال  أرحب وأوسع    بحيث    يمكن    تطبيقها   على  ما  يشابهها في  كل    عصر    ومصر،    شأنها    في    ذلك    شأن   قصص  القرآن .
أما القصص التاريخي فإنه يوجه عنايته للشخص أكثر من عنايته بالحادثة ، فالشخص هو المحرك في القصة ، وهو متعلق بالأحداث كلها .


المحورالخامس

أنواع القصة في السنة النبوية


ينقسم القصص في السنة النبوية – كما وكيفا – إلى خمسة أنواع :-

الأول :- القصة التاريخية :

وهي القصة التي تعرض لنماذج متفاوتة للنفس البشرية ، ونعني بكونها تاريخية أنها قد مضت في الزمان البعيد فأصبحت أثرا بعد عين 

والقصة التاريخية تهدف من وراء ذكر الأحداث التاريخية إلى بيان سنة الله – عز وجل – في خلقه ونتيجة الصراع بين الحق والباطل والخير والشر ، وتضئ الطريق أمام الباحث وتضع يده على ذخائر وكنوز من المعارف الإنسانية والعظات النافعة والدروس المستفادة 

وتشمل القصة التاريخية ما ورد من قصص الأنبياء والمرسلين وغيرهم ممن قص علينا النبي صلى الله عليه وسلم أحوالهم من بني إسرائيل وغيرهم ومنها قصة موسى والخضر عليهما السلام .

الثاني :- القصة الغيبية :

وهي التي تتناول أحداثا ووقائع من صميم الغيب مستمدة من مشاهد الآخرة ، وهي – وإن كانت بالنسبة للإنسان غيبا مجهولا – فهي في علم الله – تعالى – حاضر مشهود ، فالغيب في علم الله – تبارك وتعالى – كالشهادة ، والآخرة كالدنيا ، والخفي كالظاهر مثل قصة في رؤية الله – عز وجل – في الآخرة  والصراط  والشفاعة.

الثالث :- القصة التمثيلية :

وهي كل قصة بدئت بما ينبئ أنها مثل مضروب لمشابهة حال المخاطبين لأحداثها ، أو كانت غير منسوبة إلى أشخاص معينيين ودلت أحداثها على إمكان حدوثها من بعد أكثر من مرة 

مثال :- عن أبي هريرة عن النبي  صلى الله عليه وسلم  قال مثلي ومثل الأنبياء كمثل رجل بنى بنيانا فأحسنه وأجمله فجعل الناس يطوفون به يقولون ما رأينا بنيانا أحسن من هذا إلا هذه اللبنة فكنت أنا تلك اللبنة

الرابع :- القصة القصيرة :

وهي التي تتناول حادثا من الأحداث فتعرضه في صورة سريعة قوية في تعبيرات مركزة ، ومهمتها الإيحاء السريع والـتأثير القوي لتبلغ غايتها في أقصر وقت ومن أقرب طريق ، ومن ثم فهي لا تتناول وقائع متصلة مترابطة ولا تعنى بالتفاصيل ولم تأت بوقائع جديدة ، بل إن أحداثها مختصرة مركزة ، إنما الجديد في طريقة العرض وأسلوب الأداء مما جعل لها رونقا وبهاء وتأثيرا في شعور الناس 

مثال :- عبد الله أن رسول الله  صلى الله عليه وسلم  قال ثم عذبت امرأة  في هرة سجنتها حتى ماتت فدخلت فيها النار لا هي أطعمتها وسقتها إذ حبستها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض 

الخامس :- القصة الطويلة :

وهي التي تشغل قطاعا كبيرا من الحياة وحيزا واسعا من الزمان والمكان ، وتعنى برسم الشخصيات وإبراز سماتها وملامحها وتصوير الخواطر والانفعالات ، وتذكر الأحداث مترابطة
مثال :- قصة جريج العابد


المحور السادس

أساليب إيراد القصة في السنة النبوية


تأتي أهمية  الأسلوب في القصة من جهة كونه الرداء  الظاهري الذي تكتسي به المعاني،  فعلى  قدر الإجادة فيه  تعلو  قيمة المعاني أو تهبط .   
والقصص ليست مجرد حوادث وأشخاص، ولكنها طريقة    عرض الأحداث وترتيب الشخصيات في المجالات    المقررة لها دون تنافر أو اختلاف بين جانب وآخر. 
 وقد اصطلح علماء النقد الأدبي على تسمية هذا  الترتيب بالحبكة،ويعنون بها "أن تكون حوادث القصة وشخصياتها مرتبطة ارتباطاً منطقياً يجعل من مجموعها  وحدة ذات دلالة محددة. والمتأمل في أسلوب القصص  النبوي يرى توافر هذه الحبكة واضحة، فلا تقديم لما    يستحق التأخير والعكس، ولا تنافر بين الألفاظ أو المعاني وكل شيء فيها محسوب ومقدر، سواء من جهة الموضوع المطروح في القصة، أو الأشخاص أو الزمان  أو  المكان أو غير ذلك من لوازم القصة.   

و قد تنوعت أساليب إيراد النبي صلى الله عليه وسلم وسوقه للقصة على أوجه متنوعة منها :-
أولا :- تارة يورد النبي صلى الله عليه وسلم القصة في شكل حوار يكون أطرافه :-

- طرفان :- الأول هو الله تعالى ، والثاني هو الإنسان ، 
كما في حديث عبدالله رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم ثم إني لأعلم آخر أهل النار  خروجا منها وآخر أهل الجنة دخولا رجل يخرج من النار حبوا فيقول الله اذهب فادخل الجنة فيأتيها فيخيل إليه أنها ملأى فيرجع فيقول يا رب وجدتها ملأى فيقول اذهب فادخل الجنة فيأتيها فيخيل إليه إنها ملأى فيرجع فيقول يا رب وجدتها ملأى فيقول اذهب فادخل الجنة فإن لك مثل الدنيا وعشرة أمثالها أو إن لك مثل عشرة أمثال الدنيا فيقول أتسخر مني أو تضحك مني وأنت الملك فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بدت نواجذه وكان يقال ذلك أدنى أهل الجنة منزلة 

- أو طرفان :- الأول هو بشر نبي أو غيره ، والثاني هو الملك ، 
كما في حديث بو هريرة عن رسول الله  صلى الله عليه وسلم  فذكر أحاديث منها وقال رسول الله  صلى الله عليه وسلم :".. ثم جاء ملك الموت إلى موسى عليه السلام فقال له أجب ربك قال فلطم موسى عليه السلام عين ملك  الموت ففقأها قال فرجع الملك إلى الله تعالى فقال إنك أرسلتني إلى عبد لك لا يريد الموت وقد فقأ عيني قال فرد الله إليه عينه وقال ارجع إلى عبدي فقل الحياة تريد فإن كنت تريد الحياة فضع يدك على متن ثور فما توارت يدك من شعره فإنك تعيش بها سنة قال ثم تموت قال فالآن من قريب رب امتني من الأرض المقدسة رمية بحجر "
قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم  والله لو أني عنده لأريتكم قبره إلى جانب الطريق ثم الكثيب الأحمر

- أو طرفان : الأول إنسان ، والثاني حيوان ، 
مثل حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله  صلى الله عليه وسلم  يقول :" .. ثم بينما راع في غنمه  عدا عليه الذئب فأخذ منها شاة فطلبه الراعي فالتفت إليه الذئب فقال من لها يوم السبع يوم ليس لها راع غيري وبينا رجل يسوق بقرة قد حمل عليها فالتفتت إليه فكلمته فقالت إني لم أخلق لهذا ولكني خلقت للحرث قال الناس سبحان الله !
قال النبي صلى الله عليه وسلم فإني أومن بذلك وأبو بكر وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما 

وتارة يكون الحوار بين أطراف متعددة ومتداخلة في الحدث ، وتكون القصة قد اشتملت على أكثر من شخصين يدور الحدث عليهم كما في قصة أصحاب الغار .
والحوار في القصص دعامة وركن إذ تصبح القصة بدونه ميتة لا حركة فيها ، فبه تنقدح شرارة الضوء على العمل القصصي فتشيع الحياة والحرارة ، والحوار في القصص يضرب بسهم وافر في نقل المشاعر والأحاسيس والحكم والعظات


ثانيا :- في أغلب القصص النبوي يعرض النبي صلى الله عليه وسلم التفصيلات أولا حتى يصل إلى نهاية القصة والعاقبة ،
فعن النبي  صلى الله عليه وسلم  قال ثم بينما رجل يجر  إزاره من الخيلاء خسف به فهو يتجلجل في الأرض إلى يوم القيامة . 

وأحيانا يذكر العاقبة أولا ثم يثني بذكر الأسباب الموصلة إلى هذه العاقبة
كما في حديث عبد الله أن رسول الله  صلى الله عليه وسلم  قال ثم عذبت امرأة  في هرة سجنتها حتى ماتت فدخلت فيها النار لا هي أطعمتها وسقتها إذ حبستها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض ،

ثالثا :- كثيرا ما ترد القصة في السنة النبوية مكونة من ثلاثة أطراف رئيسة ، 

كما في قصص : أصحاب الغار الثلاثة ، والأقرع والأعمى والأبرص ، والثلاثة المتكلمون في المهد ، والثلاثة الذين تخلفوا عن غزوة تبوك وغيرها

 رابعا :- يورد النبي صلى الله عليه وسلم القصة بكل ما فيها من أقوال وأفعال ولا يعقب عليها ، إنما يترك القارئ أو السامع يستنبط منها ما يقدر على فهمه من الدروس والعبر ، وأحيانا يعقب النبي صلى الله عليه وسلم على القصة إذا سأله أحد الصحابة عن شئ في القصة

كما في حديث أبي هريرة أن رسول الله  صلى الله عليه وسلم  قال ثم بينما رجل يمشي  بطريق اشتد عليه العطش فوجد بئرا فنزل فيها فشرب ثم خرج فإذا كلب يلهث يأكل الثرى من العطش فقال الرجل لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغ بي فنزل البئر فملأ خفه ثم أمسكه بفيه فسقى الكلب فشكر الله له فغفر له قالوا يا رسول الله وإن لنا في البهائم أجرا فقال في كل ذات كبد رطبة أجر 

خامسا : - كما اتسم أسلوب القصة النبوية بنظافة الأسلوب:  
  
فكثير ما تتعرض القصة النبوية لتصوير لحظات    الضعف التي تعتري الإنسان غير أنها لا تهبط  إلى المستوى المتدني الساقط، وإنما نتقي من العبارات ما يخدم هدف الإسلام من شيوع النظافة  والسمو  في كل مجالات الحياة .
 
ومن الأمثلة الدالة على استعمال القصة النبوية لألفاظ عفيفة عند التعرض لمواقف الفاحشة، وهجر العبارات المكشوفة، وذلك نحو  قول المرأة التي راودها ابن عمها عن نفسها في قصة أصحاب الغار  "اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحقه".

 


المحور السابع

نموذج تطبيقي للقصة في السنة النبوية


قصـــــــــــــــة جـــــــــرة الذهـــــــــــــب  :-
نص القصة :- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :- قال النبي  صلى الله عليه وسلم :-  ثم   اشترى رجل  من رجل عقارا له فوجد الرجل الذي اشترى العقار في عقاره جرة فيها ذهب فقال له الذي اشترى العقار خذ ذهبك مني إنما اشتريت منك الأرض ولم أبتع منك الذهب وقال الذي له الأرض إنما بعتك الأرض وما فيها فتحاكما إلى رجل فقال الذي تحاكما إليه ألكما ولد قال أحدهما لي غلام وقال الآخر لي جارية قال أنكحوا الغلام الجارية وأنفقوا على أنفسهما منه وتصدقا

الدروس المستفادة من القصة :-
1-أداء الأمانة مطلوب لقول الله تعالى : (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا) .
2-القناعة كنز لا يفنى تعود بالخير والبركة على صاحبها . 

3- مشروعية الاحتكام إلى عالم بالكتاب والسنة ، دون الذهاب إلى المحاكم المدنية التي تضيع الأموال والأوقات عملاً بقول الله تعالى : (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ)

4-من رضي بما أعطاه الله كان من أغنى الناس 0

5- الرزق مقسوم ، لا بد أن يصل إليك في وقته ومقداره .

6-على المسلم أن يقنع بالحلال ، ويترك الحرام والطمع فيما ليس له ، ويأخذ بالأسباب المشروعة للرزق ، وأن العمل الصالح يكفل له السعادة في الدنيا والآخرة ، قال النبي صلى الله عليه وسلم :
( اتقوا الله وأجملوا في الطلب) .
7- الحكم العادل يرضي المحتكمين .
8-عدم الطمع فيما ليس للإنسان .


توصيات ونتائج البحث :


·      تتنوع القصة النبوية إلى خمسة أنواع هي :-

القصة التاريخية : وهي التي وردت من قصص الأنبياء أو غير الأنبياء ممن قص النبي صلى الله عليه وسلم علينا أحوالهم وما كان منهم 

القصة التمثيلية :- وهي كل قصة بدئت بما ينبئ أنها مثل مضروب لمشابهة حال المخاطبين لأحداثها أو كانت غير منسوبة إلى أشخاص معينين ودلت أحداثها على إمكان وقوعها أكثر من مرة 

القصة الغيبية :- وتشتمل ما قصه النبي صلى الله عليه وسلم من أحداث الغيب كمشاهدة يوم القيامة ونعيم أهل الجنة وعذاب أهل النار 

القصة القصيرة :- وهي التي عرض لحادث من الحوادث في صورة مركزة وألفاظ مختصرة قوية دون تعرض للتفاصيل 

القصة الطويلة :- وهي التي تعنى برسم الشخصيات والتركيز على التفاصيل وذكر الأحداث المترابطة وتصوير الانفعالات والخواطر

      أساليب إيراد القصة النبوية :
1- تارة يورد النبي صلى الله عليه وسلم القصة في شكل حوار يكون أطرافه :-
- طرفان :- الأول هو الله تعالى ، والثاني هو الإنسان
 - أو طرفان :- الأول هو بشر نبي أو غيره ، والثاني هو الملك .
- أو طرفان : الأول إنسان ، والثاني حيوان .


2- ثانيا :- في أغلب القصص النبوي يعرض النبي صلى الله عليه وسلم التفصيلات أولا حتى يصل إلى نهاية القصة والعاقبة ،
وأحيانا يذكر العاقبة أولا ثم يثني بذكر الأسباب الموصلة إلى هذه العاقبة


3- كثيرا ما ترد القصة في السنة النبوية مكونة من ثلاثة أطراف رئيسة .

 4- يورد النبي صلى الله عليه وسلم القصة بكل ما فيها من أقوال وأفعال ولا يعقب عليها ، إنما يترك القارئ أو السامع يستنبط منها ما يقدر على فهمه من الدروس والعبر ، وأحيانا يعقب النبي صلى الله عليه وسلم على القصة إذا سأله أحد الصحابة عن شئ في القصة .

5- كما اتسم أسلوب القصة النبوية بعفة الأسلوب وبعده عن الكلمات الفاحشة ولو كانت الأحداث تشير إليها .
·      نأمل أن يقدم لنا العلماء والأدباء دراسات أعمق في أسلوب القصص النبوي ليكون لنا -كمدربين وموجهين - هدى ونبراسا يساعدنا في تقديم القصص بأسلوب يهتدي بأسلوب نبينا محمد عليه الصلاة والسلام العميق الأثر البعيد عن الحشو ذا الأسلوب الجذاب المشوق والراقي العفيف
·      نأمل من الكتاب والأدباء ومقدمي التمثيليات التلفزيونية أن يهتدوا بهدي النبي الكريم في تقديم القصص الهادف البناء الذي يرتقي بالأخلاق والكف عن  هدمها وتقوى الله عز وجل .
 

الخاتمة


وفي الختام فقد بينا في هذا المبحث المبسط أنواع القصص النبوي و أساليب إيراده وتطرقنا لنموذج منه
لعله يساهم ولو بالقليل في توضيح صورة القصص النبوي للاقتداء بها في تدريب الناشئة والمتدربين فهي قصص واقعية كالقصة التاريخية والطويلة والقصيرة أو غيبية من وحي الله .

فإذا أرادها النبي الكريم قصة تمثيلية بدأها بالتشبيه ليعرف السامع بأنها من نسج الخيال .
ولنا في رسول الله أسوة حسنة .

ورغم الجهد الكبير الذي بذلناه في زمن قياسي لكتابة هذا البحث إلا أنه لا زلنا متطلعين لكشف المزيد من الأسرار والدروس المستفادة من أسلوب القصص النبوي

والتي من أبرزها إسقاط هذه القصص على واقعنا للاستفادة منها في التوجيه والتدريب في مجالات العقيدة والمبادئ الاخلاقية التي يحتاجها الانسان في كل موقع وكل مهنة في الحياة .

والحرص على الصدق في إلقاء القصص خلال التدريب ارضاء لله واقتداء برسول الله ثم إنها أوقع لدى السامع الذكي الذي يميز بين الواقع والخيال .

إضافة إلى التزام العفة في القول والفعل عند حكاية القصص أو تمثيلها فهذا هو نهج الإسلام وما عداه فهو مرفوض وفاسد .


والحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد البر الهادي الأمين .  
                                    
                                                   والله ولي التوفيق 

  
المراجع

- كتب :
فتح الباري شرح صحيح البخاري للإمام الحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني كتاب  أحاديث الأنبياء المجلد السادس (60) باب حديث الغار ص627 باب 53 حديث 3465 

 المواقع الالكترونية التالية :

1- القصة في السنة




2- أسلوب القصص النبوي – جامعة أم القرى



3- أسلوب القصص النبوي – المقدمة

forum.moe.gov.om/~moeoman/vb/attachment.