الأحد، 14 أبريل 2013

 متعة التعامل مع المراهقة

إهداء




إلى أكرم من رأيت .. إلى والدي العزيزين

اللذان غمراني بالحب والرعاية ، ودعائهما الصالح

أحسن الله إليهما


محاور البحث


المقدمة

المحور الأول: ماذا نعني بالمراهقة ؟


المحور الثاني : كيف كان النبي يحتوي المراهقين؟


المحور الثالث : كيف يكون حوارك إيجابيا مع المراهق ؟

المحور الرابع : كيف نعودهم على تحمل المسئولية؟

1- التدريب على الاختيار
2- التربية بالفشل
3- مراجعة الذات
4- لا تفرط في الدلال والحماية
5- احترم خصوصيات المراهق وحقوقه


التوصيات والنتائج .

الخاتمة .



المقدمة


إن الدور الكبير الذي يلعبه دارس التنمية البشرية يجعله محط أنظار من حوله فيكون قدوة للصغار والكبار ولذا فهو في أمس الحاجة إلى أن يكون ناجحا في تعامله مع أبنائه المراهقين ومن ثم تعامله مع غيرهم ممن هم في سن المراهقة ويتطلعون إلى قدوة يقتدون بها في حياتهم و قلب شفيق رحيم وناصح مخلص امين .

لذا اخترنا أن يكون موضوع بحثنا نبذة حول متعة التعامل مع المراهقة فهي من المراحل المهمة التي يمر بها الإنسان والتي نستطيع من خلالها كسب أبنائنا كأصدقاء يدفئنا الشعور بالحب و الأنس بالقرب و الاستفادة من آرائهم وحماسهم بل وحتى من خبراتهم في التقنية والأجهزة الحديثة و نحتضنهم بدفء المشاعر و ننير طريقهم بحكم الحياة وتجاربها .

وخير أسوة لنا هو قدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم
في احتواء المراهقين وتنمية مواهبهم .

فإليكم هذا المبحث الصغير في حجمه العظيم في معانيه فاستمتعوا في ظلاله وارتشفوا من رحيقه وأمتعوا به أبناءكم بتطبيقه .

والحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

                                            منى القاسمي


المحور الأول

ماذا نعني بالمراهقة ؟

المراهقة إحدى المراحل العمرية الهامة في حياة الإنسان،
وتعني في الأصل اللغوي الاقتراب والدنو ، فالمراهقة لغة تعني مرحلة الابتعاد عن الطفولة ، والاقتراب من مرحلة الرشد والرجولة .

والمراهقة كمصطلح تعني التدرج و الاقتراب من النضج الجسمي والعقلي والنفسي والاجتماعي .

وهي فترة الحياة الواقعة بين الطفولة المتأخرة والرشد ، فتأخذ من سمات الطفولة ومن سمات الرشد .

وهي مرحلة انتقالية يجتهد فيها المراهق للانفلات من الطفولة المعتمدة على الكبار، ويبحث عن الاستقلال الذاتي الذي يتمتع به الراشدون .


  

المحور الثاني

كيف كان النبي يحتوي المراهقين ؟

يقول زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ: «إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُنَّا إِذَا جَلَسْنَا إِلَيْهِ إِنْ أَخَذْنَا بِحَدِيثٍ فِي ذِكْرِ الْآخِرَةِ أَخَذَ مَعَنَا، وَإِنْ أَخَذْنَا فِي ذِكْرِ الدُّنْيَا أَخَذَ مَعَنَا، وَإِنْ أَخَذْنَا فِي ذِكْرِ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ أَخَذَ مَعَنَا، فَكُلُّ هَذَا أُحَدِّثُكُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»
(1/79)
يشير هذا الحديث إلى علاقة النبي الكريم بالغلمان أو المراهقين من الصحابة الكرام فهو :
·       يترك إدارة الحديث للمراهق ليحاوره فيما يهمه من القضايا :
فالنبي عليه الصلاة والسلام حين يجلس مع الغلمان يتركهم يديرون الجلسة و الحديث فهم الذين يستفتحون في طرح القضايا التي تهمهم وهو يجلس إما مستمعا أو مشاركا ومعلقا . فالجلسة الشبابية عادة ليس فيها نظام وقانون فهم يتنقلون بين القضايا و أكثر ما يهمهم القضايا الفكرية وقضايا الشهوات من طعام وشراب ولباس وما شابه .
·       تغافل النبي - عليه الصلاة والسلام عن هفوات المراهقين في حديثهم وعدم تصيد الأخطاء فهو لا يثقل عليهم بكثرة التوجيه والتدقيق :
كان النبي الكريم يعامل المراهقين كأنه واحد منهم ما لم يكن خطأ فادحا و حديث المراهقين في أمور الدنيا وأمور الطعام والشراب لا يخلو من هذه الهفوات وإن كانوا من الصحابة فهم ليسوا معصومون عن الخطأ .

·       التوجيه غير المباشر خلال محاورة المراهقين :

من خلال حكمة أو قصة أو عبرة قصيرة فيكون المراهق مستعدا لتقبله خلال محاورته فيما يهمه .

·       يعطي المراهقين المسئوليات :

كان زيد بن ثابت أحد الشباب الذين كلفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بكتابة الوحي .
بل إن أحد الذين استشارهم النبي - عليه الصلاةوالسلام - في حادثة الإفك التي هزت المدينة رغم أنها قضية أسرية ومجتمعية كان غلاما له أربعة عشر عاما وهو أسامة بن زيد- رضي الله عنه .

·       يزرع في المراهقين الثقة :
عن علي رضي الله عنه قال بعثني النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليمن قاضيا فقلت تبعثني إلى قوم وأنا حدث السن ولا علم لي بالقضاء فوضع يده على صدري فقال ثبتك الله وسددك إذا جاءك الخصمان فلا تقض للأول حتى تسمع من الآخر فإنه أجدر أن يبين لك القضاء قال فما زلت قاضيا .
من القواعد الإدارية الحديثة إذا أردت أن تقوي شخص في ناحية فأطلقه في الميدان . وقد اختار النبي علي بن أبي طالب كأول فدائي في الاسلام وهو ابن تسع سنين واستشاره في حادثة الافك وله 24 سنة ثم عينه قاضيا على اليمن وله 26 سنة .
وعين النبي الكريم أسامة بن زيد قائدا للجيش الذاهب لفتح الروم وله ثماني عشرة عاما .

هذه بعض الأمثلة من أساليب النبي - عليه الصلاة والسلام - في احتواء المراهقين .





المحور الثالث

كيف يكون حوارك إيجابيا مع المراهق  ؟

  
1- أن تنصت أكثر مما تتكلم .

2- أن تستخدم التشجيع والثناء والمدح قبل اللوم .

3- شجع كل سلوك إيجابي ولو بسيط .

4- التعبير عما يشعر به الوالد بوضوح حول مشكلة محددة .

5- إعطاء المراهق فرصة التعبير عن رأيه وإن لم يعجبنا .



المحور الرابع

كيف نعودهم على تحمل المسئولية ؟


1- التدريب على الاختيار :

أول أمر يجب أن نتبعه في عملية التدريب على الاستقلالية ، أن ندع المراهق يتخذ القرارات التي يراها مناسبة فيما يخصه ثم ندفعه لتحمل نتائجها .
ولا نتدخل إلا إذا كان قراره قد يجلب له ضررا كبيرا .

2- التربية بالفشل :

أي أن يتعلم المراهق من أخطائه ومحاولات الوصول للصواب .
فعلى الوالدين والمربين تعليم المراهق إدارة الفشل بمعنى أن ينظر إلى الفشل على أنه تجارب وخبرات

فالوحيد الذي لا يفشل هو الشخص الذي لا يعمل

وبذلك تكون ردة فعله تجاه لحظات الفشل في حياته طبيعية وضمن المستوى المتوقع وبذا نجنبه الإصابة بالإحباط .

3- مراجعة الذات :

عادة إذا تعثر أطفالنا بحجر أو صدم بجدار بسبب عدم الانتباه تقوم الأم مباشرة بمساعدة الصبي ثم تضرب الحجر أو تسب الجدار لتمتص ألم الصبي فتنشأ لدى الصبي فكرة ( لست أنا السبب ) ويتعود أنه كلما فشل في أمر أن يبحث عن شماعة يلقي عليها اللوم بدل أن يتحمل مسئولية تقصيره . وهذا يظهر في طريقة السؤال :

أنا لم أستعد كفاية للامتحان .. أم المدرس لم يشرح لنا جيدا ؟؟!

4- لا تفرط في الدلال والحماية :

إن الإفراط في حماية المراهق من الوقوع في الخطأ يقضي على حب المغامرة والمبادرة لديه ، وقد يصيبه بالاتكالية القصوى ، والاعتماد الدائم على الغير .والمراهق قد يفهم الحماية الزائدة على أنها انعدام الثقة في قدراته فعلى الوالدين والمربين أن يقفوا موقف المراقب والموجه ليتدخلوا في حالات الخطر .
ومتى أخطأ المراهق فإنه يتعلم من خطئه .

إن الإقلال من حماية الولد أقل خطرا من الإفراط فيها .


5- احترم خصوصيات المراهق وحقوقه :

على الوالدين احترام خصوصيات المراهق فالمراهق مثل الكبار تماما ، له أسرار وخصوصيات قد لايحب أن يظهر عليها أحد فالصواب أن لا نتجسس عليه سواء أكان ذلك بقراءة خطاباته ومذكراته أو التنصت على مكالماته .

إن اقتحام خصوصيات المراهق يعتبرها إساءة إليه واعتداء على حقوقه فينزع إلى المقاومة والعناد والمكابرة مما يزيد الفجوة بينه وبين والديه .


توصيات ونتائج البحث :


1-             الحوار ثم الحوار ثم الحوار في كل مشكلة أيا كانت وعدم فرض رأي الكبار على المراهقين بدون مبرر و يكون الحوار في جميع القضايا الفكرية والجنسية و غيرها إذا رغبت في كسب ابنك المراهق.

2-             التركيز على إعداد قدوات للمراهقين و تسويق القدوات وإقامة مؤسسة إعلامية تبرز القدوات من المراهقين كالمخترعين وحفاظ القرآن الكريم.

3-             على الآباء والمربين أن ينموا مواهب المراهقين بإعطائهم المسئوليات و أن يزرعوا الثقة في نفوسهم و أن يتيحوا لهم فرصة للانطلاق والعمل في الميدان اقتداء بالني الكريم واتباعا لأحدث القواعد الإدارية المعاصرة.

4-             لكي تستمتع بعلاقتك مع المراهق عليك أن تدرب نفسك على الحوار الإيجابي معه وأن تشجعه على التعبير عن نفسه مهما كان رأيه لا يعجبك لكنه يعجبه ولن يتركه إلا بقناعة.

5-             ربي ابنك على تحمل المسئولية ثم طالبه بما تريد ولكن لا تنتقده قبل أن تربيه فهذه مسئولية الوالدين فلا تلقها على الولد . تحمل مسئولياتك أولا وقبل أن تحاسب المراهق حاسب نفسك .


الخاتمة
لقد استمتعنا بعرضنا لهذ الموضوع الحيوي الذي يهم كل بيت فيه مراهق فهو يرتبط بفلذات أكبادنا الذين ينقلبون ضدنا في هذه المرحلة الحرجة من أعمارهم بسبب جهلنا في طرق كسبهم .
والأولى بالوالدين أن يحرصا على السؤال والاطلاع حول هذه المرحلة لكي يتجنبوا ما يجدونه حولهم من صدام مع الأهل أو انسحاب وغيره من الاضطرابات التي تشوب علاقة المراهق بوالديه أو أحدهما .
آن للمراهق أن يجد البيئة الداعمة في أسرته أو محيطه وبيئته لنخفف عنه قلقه .
إننا نستطيع كسب أبنائنا المراهقين باقتدائنا بأسلوب النبي صلى الله عليه وسلم في تعامله مع المراهقين واهتمامه بالحوار معهم في كافة الأمور التي تهمهم بتركهم يديرون دفة الحديث مع احترامه لهم و التغافل عن الهفوات مما يزرع فيهم الثقة والحب وتقبل ما يقوله المربي .
وكذلك إعطائهم المسئوليات مع الثقة وتركهم ينطلقون في ميادين العمل .
إن كانت هناك كلمة أخيرة فنصيحتي للوالدين :
تعلما الحوار الايجابي مع المراهق تكسباه .
عودا ابنكما على تحمل المسئوليات بترك حرية القرار له و اعتبار الفشل تجارب وخبرات و تعويده على تحمل نتيجة خطئه وعدم حرمانه من اكتشاف الحياة باسم الحماية الزائدة و احترام خصوصياته وعدم التجسس عليه .
والحمدلله رب العالمين .
المراجع

- كتب :
المراهقون المزعجون / د. مصطفى أبو سعد – شركة الإبداع الفكري للنشر والتوزيع – الكويت الطبعة الأولى رجب 1431هــ- يونيو 2010م .
- المواقع الالكترونية التالية :

1- المراهقة من الألف إلى الياء



2- أخلاق النبي وآدابه / أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان الأنصاري المعروف بأبِي الشيخ الأصبهاني (المتوفى: 369هـ)
المحقق: صالح بن محمد الونيان - الناشر: دار المسلم للنشر والتوزيع- الطبعة: الأولى، 1998






- برنامج اذاعي للدكتور جاسم المطوع :

كيف تعامل النبي الكريم مع المراهقين الجزء الثاني من الحلقة الإذاعية ، اضغط علي الرابط للاستماع للحلقة










ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق